مبارك وشيراك.. صديقا الأمس يحاكمان في يوم واحد
شاءت الأقدار أن تشهد القاهرة
وباريس غداً «الاثنين» محاكمة صديقين سابقين هما الرئيس السابق حسني مبارك
والرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك.
وإذا كان مبارك أول رئيس عربي
مصري يحاكم جنائيا أمام محكمة وطنية حضوريا بتهمة قتل المتظاهرين السلميين
في ثورة 25 يناير واستغلال النفوذ والتربح.. فإن شيراك الذي حكم فرنسا في
الفترة من 1995 إلي 2007 متهم أيضا ولكن في قضية أقل خطورة تتعلق بالفساد
وتوفير وظائف وهمية.
ويري المراقبون الدوليون في باريس أن الصدفة
وحدها هي التي جعلت المحاكمتين تجريان في نفس اليوم وربما في نفس الساعات
وكأن العدالة تريد أن تثبت أن الحكام والرؤساء السابقين أينما كانوا في
العالم يمثلون أمام القضاء أيضا.
وإذا كان مبارك أول رئيس مصري
وعربي يحاكم جنائيا وحضوريا فإن شيراك كذلك هو أول رئيس جمهورية فرنسي سابق
تتم محاكمته بعد الحرب العالمية الثانية بتهمة اختلاس أموال عامة أثناء
رئاسته لبلدية باريس بين عامي 1977و1995 لدفع رواتب العاملين في حزبه ـ
الذي عرف باسم التجمع من أجل الجمهورية وأصبح لاحقا الاتحاد من أجل حركة
شعبية وذلك قبل خوضه حملة الانتخابات الرئاسية.
والشيء المشترك في
القضيتين أن الرئيسين السابقين لم يعترفا بالاتهامات الموجهة إليهما حيث
نفي مبارك جميع الاتهامات الموجهة إليه، كما نفي شيراك تورطه بأي عمل مخالف
للقانون مؤكدا أن الأموال موضع التهمة نالت موافقة مجلس بلدية باريس وأن
الاشخاص الذين تسلموها كانوا يشغلون وظائف شرعية في خدمة باريس.
وأكدت
هيئة الدفاع عن الرئيس الفرنسي السابق في بيان لها أمس الاول أن شيراك لن
يستطيع حضور الجلسات لاسباب صحية خلال استئناف محاكمته أمام محكمة باريس في
الفترة من 5 إلي 23 سبتمبر الجاري بعد تعليقها في مارس الماضي بسبب مسألة
إجرائية حول مرور الزمن علي الاحداث التي تشكل موضوع المحاكمة.. مشيرة إلي
أن شيراك لم يعد لديه القدرة الكاملة علي الحضور في المحكمة.
وتستحوذ
القضيتان إلي حد كبير علي اهتمام العالم أجمع خاصة لكونهما تتعلقان بحقوق
الشعبين، معروف أن مبارك وشيراك جمعتهما علاقات صداقة وتفاهم علي المستوي
السياسي والشخصي علي مدي 12 عاما